');

آخر الأخبار

حسين يفكر صانع محتوى كويتي يكسر حدود المستحيل

 

حسين يفكر

المحتوى هو الملك، وأن تكن صانع محتوى مؤثر يحمل رسالة لهو تحدٍ كبير. على الرغم من صغر سنه، استطاع الشاب حسين الفيلكاوي أن ينجح في الوصول إلى قلوب مئات الآلاف من المتابعين. وأصبح من أبرز المؤثرين الناجحين على منصات التواصل الاجتماعي، اشتهر باسم حسين يفكر وتبني استراتيجية التفكير الناقد في كتابة المحتوى الذي يقوم بنشره.

ومن هنا بدأ حسين يفكر حياته المهنية، وبدأت معها تحديات لا تنتهي. طرق أبواب لم يطرقها أحد، وناقش حكايات دفنت، وقصص لم نسمع عنها، ومواضيع مثيرة للجدل لم تطرح من قبل.

فتحت له الكتابة آفاق عديدة، وحب القراءة والمطالعة، والتقصي عن الحقائق، صنعت منه ملكاً صاحب كلمة قوية ومؤثرة في صناعة المحتوى. 


من هو حسين الفيلكاوي؟

حسين الفيلكاوي المعروف بـ حسين يفكر شاب كويتي أكاديمي، مؤلف وروائي، وصانع محتوى، إعلامي على مستوى المحلي. من مواليد دولة الكويت ولد عام 1996، منذ نعومة أظافره عشق حسين القراءة والتدوين، ويقضي معظم وقته في المطالعة. يمتلك روح التحدي والمغامرة، دؤوب ويكرس حياته للعمل. يخرج دائماً عن المألوف ويثير الجدل، صاحب قلم ناقد، رجل المهمات الصعبة، اجتمعت تلك الصفات لتنتج أمامنا شخصية غير عادية.


درس بكالوريوس في النقد والأدب، خريج المعهد العالي للفنون المسرحية، وتحديدا النقد المسرحي، وهو نوع من أنواع النقد الفني، الذي يتناول العمل المسرحى كعمل فنى متكامل، يشمل: النص، والعرض المسرحي، والكتابة، أو التحدث عن تفاصيل الفنون المسرحية، مثل: الديكور، والإضاءة، وأداء الممثلين للمسرحية. فالعمل بهذا المجال جلب لحسين العديد من المتاعب وربما الأعداء في بعض الأحيان.د

يمتلك حسابات على جميع منصات التواصل الاجتماعي، ولديه قناة على اليوتيوب، مؤثر يتابعه الآلاف وفيديوهاته تحصد مئات الآلاف من المشاهدة.


بداية حسين الفيلكاوي في صناعة المحتوى.

بدأ حياته في صناعة المحتوى وهو يبلغ من العمر 14 عام، وكانت البداية في كتابة الخواطر، ومن ثم تطور الأمر إلى الروايات وكتابة الكتب الأدبية. وأثناء دراسته الجامعية قام حسين الفيلكاوي بتدوين المقالات النقدية، ونشرها عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي.

في السنة الدراسية الثانية، كتب مقالته النقدية الأولى في عام 2016، وكانت تنتقد العمل الفني مسرحية الحكم لكم، كتجربة لتطبيق ما تعلمه في دراسته؛ فوجه النقد لأداء بعض الفنانين في المسرحية ونشر مقالته على الانستقرام. وسرعان ما انتشرت في مواقع التواصل وتداولتها الصحف الإلكترونية والنشطاء وأحدث جدلاً وضجة كبيرة.

على أثرها تعرض حسين الفيلكاوي للعديد من المضايقات، والهجوم الحاد الذي سبب له الضغط النفسي. وعلى الرغم أن النقد الذي توجه به حسين، مبني على أسس علمية صحيحة إلا أن ذلك لم يشفع له لدى المُنتقدين.

بعد عامين من كتابة المقالة النقدية الأولى، تمت دعوة حسين الفيلكاوي بشكل خاص لحضور مسرحية عطالي بطالي، وكتب مقالة أخرى انتقد فيها العمل الفني. إلا أنه تعرض أيضاً لهجوم سرعان ما تحول الى مشادات كلامية عبر مواقع التواصل الاجتماعي. ولم يثنيه ما حدث عن إكمال ما بدأ فيه، وعاهد نفسه على الارتقاء بالمجتمع في جميع نواحي الحياة.

واجه الفيلكاوي الكثير من العقبات والصعوبات في المحتوى الذي يطرحه، فلا أحد يحب قلم الناقد. فالجميع لا يرغب بانتقاده احد، حتى لو كان الانتقاد نقد بناء، يسعى لتطوير المحتوى، وتعديل مساره، وتصحيح أخطائه.


يروي حسين الفيلكاوي تجربته في النقد، ويصفها في مهنة المتاعب التي لا يحبها أحد. فلا أحد يرغب برؤية أخطائه، ولا يقتصر ذلك على أهل الفن، حتى المؤثرين الذين يمتلكون قاعدة جماهيرية كبيرة لا يرغبون بذلك.

الأمر الذي تترتب عليه الكثير من المشاكل وصلت حد الاعتداء والضرب بالكلمة. فحرية التعبير وأن تقول رأيك كناقد في محتوى هادم، يهدم فكر، ويهدم طرح، ويهدم أمة، سيجعلك تواجه حرباً فكرية لا نهاية لها، عبر منصات التواصل الاجتماعي، وسينعكس ذلك على أرض الواقع أيضاً.


حسين الفيلكاوي


اليوتيوبر حسين يفكر.

أنشأ حسين الفيلكاوي قناته على اليوتيوب في عام 2020، بإسم حسين يفكر. وعند سؤاله عن سبب اختياره لهذا الاسم قال الفيلكاوي: ” أنه يفكر طوال اليوم 24 ساعة” لذلك اختار هذا الإسم ليعبر عنه.


ففي الوقت الحالي تعد مواقع التواصل الاجتماعي من أهم الأسلحة في العالم؛ فهي بمثابة السلطة الرابعة والوجه الآخر للإعلام الذي يشكل الرأي، ويوجه الرأي العام، ويفصح عن المعلومات، ويخلق القضايا، ويمثل الشعب. وهذا ما دفع حسين لتواجد على منصات التواصل الإجتماعي.

ومن أبرز الرسائل التي كان يحملها على عاتقه، هي نقل التاريخ الصحيح للجيل الجديد والأجيال القادمة. أثناء دراسته الجامعية أخبره أحد دكاترة الجامعة، بأن التاريخ لم يصل كاملًا.

كانت هذه الجملة مصدر استفز حسين الفيلكاوي كي يقوم بتخليد ما يمكن تخليده من معلومات وأحداث تاريخية مع المصادر والمراجع والبراهين.

عبر قناة اليوتيوب، أجرى العديد من اللقاءات والفيديوهات مع أبرز الشخصيات في دولة الكويت، فالتقى بالوزراء، والمحامين، والنواب، والإعلاميين المخضرمين. وأثار الجدل عبر تناول مواضيع لم يجرؤ على تناولها من قبل.

كما أجرى مقابلات مع شخصيات سياسية اعتبارية، وطرح أسئلة حرجة وحساسة؛ فهو يمتلك قدر كبير من الجرأة والشجاعة أهلته لطرح تلك المواضيع بلا خوف. كان يتحرى عن الضيف جيداً قبل اللقاء به، فكل شيء عند الفيلكاوي مهنياً ومدروس جيداً.


وعند سؤاله عن كيفية اختيار المواضيع الشيقة والمثيرة للجدل، قال: ” أن الكتابة في موضوع معين تفتح له باب جديد للحديث عن مواضيع مهمة أخرى “. فقد كان يبحث في الصحف الورقية القديمة التي تعود لأعوام 1980- 1990، يبحث عن قضايا مدفونة وحساسة لم يجرؤ الإعلاميين على التحدث فيها، ومن ثم يذهب لمكتبة جابر في الكويت، ويبدأ رحلة التقصي والبحث عن الحقيقة بالأدلة والبراهين.


على الرغم من قصر المدة التي تواجد بها الفيلكاوي على اليوتيوب، إلى أنه نال وبجدارة حب وثقة المتابعين، فهم يتهافتون لمشاهدة فيديوهات الخاصة به حين ينشرها على القناة. وينتظرون بكل لهفة وشوق لرؤية ما يحمله حسين من قضايا غامضة ومواضيع شيقة في الفيديو القادم.


 


حسين الفيلكاوي لا يعرف المستحيل.

التفكير خارج الصندوق، أن تقرأ مرجع أو مصدر موثوق للكتابة، هذا ما عهدناه. إلا أن الفيلكاوي ابتكر طريقة جديدة وغير معتادة؛ فلم يكتفي بالكتابة عن الورق بل في بعض الموضوعات عاين الحدث بنفسه، وتقصى عن الحقائق.


يرى الفيلكاوي نفسه مؤتمن على التاريخ، فقام بسرد الأحداث التاريخية بطريقة مشوقة وكشف المستور عن الكثير من الخبايا والأسرار. فاعتبرت فيديوهات حسين مرجع لكل باحث، فهي مزودة بالمراجع والبراهين والمصادر الذي يستطيع الرجوع لها. وهذا ما جعل منه إنسان لا يعرف المستحيل ولا العقبات.


ومع انتشار المعلومات المضللة، وشيوع الأخبار الزائفة وبمستويات مخيفة في الإعلام وفي مواقع التواصل الاجتماعي، انتهج حسين الفيلكاوي سياسة التحقق من دقة الحقائق والمعلومات، حتى لو كلفه ذلك عناء السفر.


طموحه لا يعرف حدود، ولا نهاية لإصراره وشغفه، خطط اليوتيوبر لزيارة مكان نيوتن وأراد تصوير مكان سقوط التفاحة. إلا أن الإجراءات حالت دون ذلك فالأمر يحتاج لتصريح، ولذلك لم يسعفه الحظ لتسجيل تلك الحلقة التي لم يفكر بها أحد من قبل.


ويخطط الفيلكاوي في المستقبل القريب السفر إلى خارج البلاد، وإنشاء عمله الخاص هناك. ويرى أيضاً أن البقاء لليوتيوب، لذلك نشط بشكل كبير وكثف من تواجده عليه، لتقديم أفضل ما يمكن تقديمه في صناعة المحتوى.


أبرز الإنجازات التي حققها صانع المحتوى والإعلامي حسين الفيلكاوي.


●      أصدر الكاتب حسين الفيلكاوي إلى يومنا هذا 7 كتب، وشارك في العديد من معارض الكتب. ومن أبرز أعماله الأدبية كتاب عبد الله في قرطبة.


●      اللقاءات الصحفية مع أبرز الإعلاميين، من خلال برنامج حسين يفكر الموسم الأول والموسم الثاني، ومن خلاله التقى بكبار الشخصيات الإعلامية، فالتقى بالإعلامي الكبير محمد السنعوسي، وهو وزير الإعلام سابقاً في دولة الكويت، ومن المؤسسين الأوائل للإعلام في بلاده. كما التقى بالصحفي العراقي منتظر الزيدي، الذي ألقى حذاءه على الرئيس جورج بوش خلال مؤتمر صحفي في بغداد عام 2008.


●      تناول عبر قناته على اليوتيوب مواضيع شائكة ومثيرة للجدل، ومنها: فنانين ومشاهير خانوا الكويت في عام 1990، و حادثة طرد المنقبات من كلية الطب عام 1991، وأثارت مواضيعه جدل واسع وضجة إعلامية كبيرة في البلاد.


●      كشف المستور، من أهم الحلقات التي قام بها صانع المحتوى حسين الفيلكاوي، حلقة تناول فيها حادثة قتل الفنانة سعاد حسني بالأدلة والبراهين، وتلك الحلقة كانت أشبه بتحقيق صحفي لم يعرض مثله من قبل.


●       من أبرز الأعمال التى قام بها زيارته لبيت أشهر مؤلف مسرحي عرفه التاريخ الأديب العالمي ويليام شكسبير، وتناول حياته بشيء من التفصيل واقتنى أغلى كتاب في العالم للكاتب شكسبير، والعديد من المقتنيات التي كان يقتنيها. كما زار أيضاً منزل وقبر الفنان الكبير عبد الحليم حافظ، و روى عنه أحداث وأسرار لم يكشفها الإعلام الى يومنا الحالي.


رسالة اليوتيوبر والكاتب حسين الفيلكاوي للشباب.

دعا حسين الفيلكاوي الشباب الذي يملكون الشغف، في السعي إلى تحقيق أهدافهم، وأن الطريق لن يكون مفروش لهم بالورود. فلا يخشون الفشل ولا يسأمون من تكرار المحاولة، حتى لو حاول البعض في تحطيم أحلامهم، عليهم أن يقفوا من جديد.

وفي رسالته قال مخاطباً الشباب النقاد:" اذا كنت تمتلك قلماً، وتريد أن تكتب، اكتب، مهما كانت وجهة نظرك.  النقد الفن يطور، ويغير، ويعدل؛ فإذا كنت تمتلك الأدوات الصحيحة تستطيع صناعة المعجزات. 

ومن المهم جداً أن تدرك ماذا ستكون ردة فعل الأشخاص الذي قمت بانتقاد أعمالهم. ومهما كانت ردة الفعل لابد أن تكن مهيأ نفسياً لها؛ فقد تتعرض للضغط النفسي وعليك أن تواجهه بثبات وقوة ولا تنهار".

حسين الفيلكاوي استطاع تخطي حدود المستحيل، طموحه لا يقف عند حدود أو عقبات، تمكن من تحقيق نجاحاته  بما يملك من إرادة  قوية وإمكانيات عقلية وأفكار خلاقة.

فهو نموذج مشرف لشاب العربي الدؤوب، الذي يحتذى به في الإصرار والعزيمة والتحدي وتحويل المستحيل إلى ممكن.


ليست هناك تعليقات